أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عبد القادر احمد - مصر... الى الخلف در:















المزيد.....

مصر... الى الخلف در:


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3438 - 2011 / 7 / 26 - 19:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتكشف نتائج _ هذا_ الربيع العربي, عن كذب ادعاء العداء بين المتاسلمين, واجندة الاستعمار, بل على العكس فانها تؤكد حقيقة وجود تاريخ طويل من التحالف بين النهجين. يتقاطع على معاداة _علمانية_ المقولة الوطنية واتجاه نهجها الديموقراطي في التطور الحضاري,
ففي تاريخ المنطقة, قبلت قوى التدين ان تكون مطية ثقافية وسياسية وقوة عنف في خدمة الحالة الاستعمارية, فجمعها مع الاستعمار وحدة التوجه وتساوق ترتيب الاولويات السياسية في الصراع, وفي طليعة ذلك معاداة النظام الاشتراكي, وانظمة التحرر الوطني والاستقلال عن الاستعمار, ولم يكن غريبا معاداتها للانظمة الجمهورية في المنطقة, ولا معاداة الثورة الفلسطينية, فهي قوى تدعو الى التخلف والشد العكسي باتجاه بقاء المنطقة اسيرة الصراع العرقي الديني, وكان طبيعيا ان يكون لقوى التاسلم الدور الاكبر بحكم حجمهم الرئيسي في مجتمع المنطقة,
ان خير كاشف لزييف دعواهم الثقافية, انهم لا ينتصرون للدين الاسلامي الا في سياق امل العودة _ لامجاد الماضي_ اي للحالة الامبراطورية الاستعمارية للعرق العربي التي سادت وبادت, وبقي الاسلام منتشرا دون اسناد من حالة سياسية استعمارية, وهاهو هامش الديموقراطية العالمي يسمح للدين الاسلامي بالانتشار عالميا دون الحاجة للاسناد السياسي الاستعماري, الامر الذي يلحق الشك باهداف السياسية العالمية للمتاسلمين بانها تتمحور حول اعادة انتاج نظام استعماري واستعادة حالة توسع عالمية استعمارية منهي عنها دينيا اصلا,
ان انتصارهم المزعوم للدين الاسلامي اذا ليس سوى رافعة وسلم يحاولون تسلقه للوصول لسدة الحكم, من اجل اعادة انتاج نظام العبيد والجواري في مجتمعات تجاوز تحضرها هذه المنهجية, وهاهم اليوم يعززون تحالفهم مع الاجندة الاجنبية في انتفاضات ما يسمى بالربيع العربي. محاولين وبموافقة وتحت مظلة قبول استعماري لتحويله الى ربيع _ تاسلمي_ فمراكز الاستعمار باتت على ما يبدو على ثقة عالية بمتانة تحالف المتاسلمين معها ومتانة ولائهم لها, وهي لذلك تكافئهم بتظليل مطلب وصولهم للسلطة بنفوذها في المنطقة, لذلك نجدها توحي للانظمة بقبول التعددية, ولقوى الانتفاض الليبرالية بتعزيز علاقاتهم بقوى التاسلم.
ان البرنامجية السياسية لقوى التاسلم هذه لا تستند الى قراءة موضوعية لتاريخ مسارات التطور الحضاري القومي, وهي لا تملك رؤيا حضارية تستشرف اجاه التطور الحضاري العالمي, فجوهر برنامجيتها السياسي هو التمسك بمناورة وتاكتيك انتهاز الفرص, والقفز الى موقع السلطة والقرار السياسي وبعد ذلك لكل حادث حديث, وهي وبمساندة استعمارية واضحة استطاعت حتى الان احراز نجاحات نوعية مبهرة في الواقعين التونسي والمصري, كما انها احرزت لنفسها موقعا مؤثرا بين قوى الانتفاض في المواقع الاخرى تشرف منه بصورة مؤثرة على ادارة شئون هذه الانتفاضات في صراعها مع السلطة, دون ان تحيد قيد انملة عن رقابة قوى الاستعمار عليها, الامر الذي ضمن ويضمن لها بقاء الرضى الاستعماري مظللا لانجازاتها,
فتحت مظلة الفوضى وتحت ادعاء تمثيل الشرعية الثورية للشارع, تقوم هذه القوى بالتسلل الى المواقع السلطوية المؤثرة في بقايا الهيكل القديم للنظام المسقط رموزه في تونس ومصر, وهي تعمل على ان تعيد انتاج الصيغ الدستورية وجدولة التغيير القادر على حفظ فرصة وصولها لموقع القرار السياسي المركزي, وهي بعد ان تاكدت انها احرزت الحد الادنى المطلوب من تامين هذه الفرصة, نراها الان تبادر الى تفكيك تحالفها مع قوى الشفافية الشعبية, وتعلن ان هناك الان مساران للتغيير في هذه المواقع,
لذلك لا نستغرب الان تجاوز قوى التاسلم لخلافاتها السطحية وتكتلها في وحدة اتجاه سياسي رجعي, في مواجهة قوى العلمانية والعدالة الاشتراكية والتطور الحضاري, فميدان التحرير بات في نظرها الان ميدان مخدرات وجنس, وهي تعلن انحيازها وولائها للمؤسسة العسكرية, زان اختلفت معه على توقيت واولوية انجاز الانتخابات او اقرار الدستور, ولم يكن غريبا ان يتجانس موقف المتاسلمين وموقف المؤسسة العسكرية في مهاجمة حركة ابريل, وممحاولة تمزيق عفاف نقاءها الوطني سياسيا بادعاء المؤسسة العسكرية ان للاجندة الاجنبية تاثيرها على حركة ابريل, واخلاقيا بادعاء المتاسلمين ان ميدان التحرير يعج بالمخدرات والجنس, ان الوصول للسلطة هو جوهر اخلاق الثقافة المتاسلمة الوحيد.
لكن الامر لا يقف عند هذا الحد حيث يبدو ان قوى التاسلم بدأت فعلا من خلال ما حققته من تسلل لمواقع سلطوية في ممارسة سيادة سلطوية على المجتمع المصري كان من بواكيرها القمعية, استصدار قرار سحب جائزة الدولة التقديرية من المفكر سيد القمني, تحت دعوى انها كانت سياسية تحابي الاتجاه العلماني المصري وتوظفه في مهمة محاربة الدين الاسلامي, وان لا قيمة علمية لها, وما هذا سوى اول المطر الاسود, فالمستقبل كما يبدو سيفرض حتى على اناث الحمير في مصر ان تلبس النقاب, وهذا هو الحكم الرشيد الذي دعا له باراك اوباما في خطاب القاهرة,
ان توافق قوى التاسلم والمؤسسة العسكرية, ووحدة توقيت كشفهما المشترك عن انياب القمع, يعني ان تمديد حالة اللاامن في مصر كان مقصودا وكان يمنح الفرصة لمخطط تسلل قوى التاسلم لمواقع السلطة المدنية, وان المؤسسة العسكرية كانت تدرك تماما ما يحدث, كما انه يكشف عن حالة تمازج بين قوى التاسلم والمؤسسة العسكرية, اي ان لقوى التاسلم مواقع مؤثرة في قرار المؤسسة العسكرية, وان هذه المؤسسة ابتدات في الاقلاع من موقف الحيادية الذي ادعته حتى وقت قريب, وانها الان تحط في موقف الانحياز لتسليم السلطة والسيادة السياسية القومية المصرية لقوى التاسلم, علما انني ارجو ان اكون مخطئا,
وحتى لا يفهم من كتابتي وكما سيدعي المتاسلمون انها تصب في مسار معاداة_ الدين_ الاسلامي, فانني وبمبادرة مني اقول لهم لا عداء عندي له, وكل ما في الامر انني لا ارى في كفائتكم في الحكم القدرة على قيادة مصر وتونس وتوجيهها حضاريا بصورة سليمة, ففهمكم السياسي للدين يسقط منه القناعة بالظاهرة القومية, ولا تملكون الاستعداد لقرائتها ومعرفة دورها في تحديد اتجاه المسار القومي في التطور الحضاري, وسيكون مصير القومية المصرية او التونسية رهنا لابداعات فردية محكومة لتناحرات ونزاعات الوصول للسلطة بين الافراد.لنا في اواخر العهد العباسي عبرة عن ذلك,
واذا كان ما سبق هو العامل الرئيسي_ ولا انكر ذلك_ فان الحرص على الدين الاسلامي نفسه هو العامل الرئيسي الثاني عندي, ولنترك لقوة العقل الانساني حرية الخيار التي منحها الله عز وجل له, اما الغاء دور قوة العقل واستبداها بقوة القمع والقهر والاجبار فهو ضار بالدين نفسه, وهو نهجكم كما دلت تجربة غزة وتجربة التطرف الاسلامي. وكما اسلفنا فان الدين ينتشر بدون اللجوء لادوات القمع, بل ان التاريخ اثبت ان الولاء الديني اكثر رسوخا في المناطق التي وصلها الاسلام ديموقراطيا وباد عن التي فرض فيها قسرا بقوة السيف كما في اسبانيا وعمق اسيا.
ان حقكم في التعددية مرهون بشرط حفظ الاخرين بها, والعزوف عن ادعاء ان ميدان التحرير الان بات ميدان جنس ومخدرات فهذا الادعاء يشعر بغثيان نفس من اخلاقيتكم التي كانت جعلت منه سابقا مسجدا, واظن ان نفس المصلين لا يزالون يعمروه, لذلك لا يجب ان ننسى ان الاسلام هو القران الكريم لا حركة الاخوان المسلمين وحزب التحرير والمتطرفين ان وجدوا وجد الاسلام وان ذهبوا ذهب, ولا تنسوا ان الايمان بالله سابق على الايمان بالرسل وباق بعد ذهابهم, اما اذا اردتم مسلمين من طراز المداهنة والنفاق والخوف فهذا حق لم يمنحه لكم الله بل تمنحونه لانفسكم ويبقى الله اكبر



#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مناقشة جديدة لقضية بيع الاراضي القديمة:
- انت مخطيء يا دحلان:
- رسالة الى محمود المصري:
- منطقتنا: سنة اولى ثورة
- قراءة في حركة التموضع الجيوسياسي الاقليمية
- معنى اعتراف سوريا بدولة فلسطينية على حدود عام 1967م؟
- اردوغان وغزة, عرض او عرضين سياسيين؟ تعليق سريع:
- حنظلة ناجي / تفوق الاحساس على الوعي:
- سعة فاعلية مقولة الفوضى الخلاقة وموقع التسوية منها:
- الفارق الرئيسي بين بوش واوباما ونتائجه العالمية:
- القيادة الفلسطينية بين نية تجاوز المعيقات والقدرة على تجاوها
- التعريف القومي اصل التشريع الحديث:
- القيادة الفلسطينية في الصراع راس ادمي او كرة قدم:
- ام المتاسلمين رات ام اليسار والعلمانية في بيوت .....
- مطلوب علاقة فلسطينية مبنية على الشفافية:
- موضوع اسطول الحرية في الية صراعنا مع الكيان الصهيوني:
- متى نخرج من حالة الدفاع عن النفس ومنهجية التسول؟
- مصارحة حول الديموقراطية:
- قراءة في صراع اسرانا مع نتنياهو
- الاتجار في المعاناة الفلسطينية:


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد ما فعلته دببة عندما شاهدت دمى تطفو في مسب ...
- شاهد: خامنئي يدلي بصوته في الجولة الثانية من انتخابات مجلس ا ...
- علاج جيني ينجح في إعادة السمع لطفلة مصابة بـ-صمم وراثي عميق- ...
- رحيل الكاتب العراقي باسم عبد الحميد حمودي
- حجب الأسلحة الذي فرضه بايدن على إسرائيل -قرار لا يمكن تفسيره ...
- أكسيوس: تقرير بلينكن إلى الكونغرس لن يتهم إسرائيل بانتهاك شر ...
- احتجاجات جامعات ألمانيا ضد حرب غزة.. نقد الاعتصامات وتحذير م ...
- ما حقيقة انتشار عصابات لتجارة الأعضاء تضم أطباء في مصر؟
- فوائد ومضار التعرض للشمس
- -نتائج ساحرة-.. -كوكب مدفون- في أعماق الأرض يكشف أسرار القمر ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عبد القادر احمد - مصر... الى الخلف در: